اعتراف بالتقصير .. لمن منحتني الكثير ...

هي مدة مكونة من سنوات وشهور قبل اليوم ...

ذلك هو الزمن الصحيح لما بعد نهاية عمري الحقيقي...

عمري الذي قضيته مع معشوقتي وقسيمة قلبي وشريكة عمري وأم من ناداني ياأبي...

لم يعد هناك مَن أقول له (كل عام وأنت بخير (...

أستطيع قولها لكثير من الناس ولكن لا أعلم هل يشعرون بها... أو هل تصل لقلوبهم من قلبي كما هي...

لا أعلم ... بل لا

هي مدة من الزمن منذ أسدل الموت ستاره بيني وبينك...

لا أعترض على قضاء الله لكن(أعترف) لم تعد دنياي بعدك كما كانت...

لم يعد قلب معشوقك كما تركته ينبض...

لم تعد الدنيا بعدك كما تركتها....

لقد تابع بعدك الزمن مساره وتابع الناس المسير وبقيت أنا بينهم التائه الغريب الذي يبحث عن شيء فقده ... لكن لا فائدة ولم ولن يجد ما يبحث عنه...

لم تتركي لي من بعدك إلا قلبا حطمه فراقك وذكريات ملأت ذاكرتي وأطفال هم أمانة في عنقي إلى أن أفارق الدنيا...

لقد ذهبتي بلا رجعه ... ولا يزال السؤال الذي كثيرا ما أقلقني هل بالفعل الفراق أصبح واقعا واللقاء أصبح محالا ... أستغفر الله

لقد ضاق الكون في عيني من بعدك وأصبح ذلك القلب الذي تعرفي كم يحمل لك من الحب والمشاعر لقد أصبح محطما مهلهلا...

حاولت أن أحب بعدك ... وأحببت وصدقت ووفيت كل ذلك لم ينسني حبك ولم يبعدك من ذاكرتي ولكن لم ولن يكن من أحببت تكرارا لعظمتك وقلبك وصدقك وإخلاصك وتضحيتك ... والمحصلة لقد فشلت ...لست مهتما لأعرف هل السبب مني أو منها أو من غيرنا أو من الضروف؟؟؟

لم أنسى قولكِ لي عند جوابي لسؤالك "لو اختفيت من حياتك بسبب الموت ماذا ستعمل" فقلت سأعمل أشياءً كثيرة ...فقلتِ لي "أنا أثق فيما ستعمله لكن الشيء الوحيد الذي سأطلبه منك ألا يشعر غيرك بحزنك فيشفق عليك... إن الشفقة عندما تراها في عيون من ينظرون إليك تكون مؤلمة ... تعلَّم أن تمثّل أن تكون قويا لا مباليا عند الحاجة"...

حبيبتي أعترف ... لقد فشلت.. لكن لا زلت أحاول...

حبيبة قلبي أعلم أني فقدت زهرة عمري ولم يعد لي إلا أن أشم التربة التي غُرِسَت فيها جذور تلك الزهرة... كل ما حولي يذكرني بك بل يشعرني بوجود طيفك لأنني لم أنساك ... كل مكان في الرياض والجنوب وداخل وخارج الوطن يذكرني بحكاية حب من حكايات الحب الكثيرة المتراكمة في قلبي ويرسم أمامي جزء من تفاصيل الذكريات...

"كل شي حولي يذكرني بشي..."

حبيبة قلبي أعدك أن أكون قويا وأن أتجاوز انكسار قلبي وظروفي...

لم أسمح لنفسي بأن أخذلك ولن أسمح بذلك...

لن أسمح لنفسي بأن أكون على هامش الحياة ولن أسمح بذلك...

سأحقق ما حلمنا به بقلب لن ينساك...

يا حبيبة قلبي كم كنت سعيدا بقدوم المناسبات وخصوصا الأعياد لكي أبارك لكِ وأتلقى تهانيك...

كم كنت سعيدا وأنا أقول لكِ من قلب صادق "كل عام وأنتي بخير" ...

كم كنت أتمتع وأنا أسمعها منك...

كم كنتي صادقة في قولها وكم كنت أنا صادقا في الشعور بها...

كم حلمنا وحلمنا لنقولها لأطفالنا ونسمعها منهم...

كم ضحكنا ونحن نعلمها لشهد وهي تقولها بحروف وكلمات طفولية مكسرة...

كم تمتعنا بالاستعداد لصيام رمضان وعشر ذي الحجة ...
كم كنا سعداء نملك كل مفاتيح السعادة ونحن نتمتع بالاستعداد للأعياد...

ياحبيبة قلبي إني افتقدك كثيرا وأشعر بالوحدة الحقيقية في غيابك السرمدي...

لقد كنت أشعر بنهاية الحياة عند غيابك المؤقت عني أو غيابي عنك -لسبب أو لآخر- وعند اللقاء يعود تدفق إحساس الحياة في روحي وقلبي ومشاعري...

لقد كنتِ لي عرّاب النجاح وإكسير الحياة وملهمتي في الإبداع والتفوق كما كنتِ تريني سر تفوقك وتميزك...

أعلم أن غيابك الآن أصبح أمرا واقعا، وأن استحالة عودتك أصبحت من المسلَّمَات...

أقول لك من لسان يدعو لك بالرحمة ومن قلب لم تغادريه في أي لحظة ومن عقل يراك أنتِ معشوقته التي لن تتكرر ...

أقول لكِ يازوجتي الغالية كل عام وأنتي عشقي ... كل عام وأنتي بجنات الفردوس الأعلى ...

أسأل من حرمني من استمرار وجودك معي في الدنيا ألَّا يحرمني لقياك في الفردوس الأعلى...

غفر الله لك وأسكنك فسيح جناته

أنا وأطفالي نقول لكِ كل عام وأنتي بألف خير

أعلم أن هذه المرة ... لاجواب

بتواضع قلمي مع العذر لمن لا ترق له ما كتبت

أنــــــــــــــــــــــ(الغريب)ــــــــــــــــــــــا